تسلّم نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز في مقر الإمارة، شهادة اعتماد مدينة جدة مدينة صحية من معالي وزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وبذلك تكون أول مدينة كُبرى في الشرق الأوسط تحصل عليها، بعد استيفائها معايير منظمة الصحة العالمية. ورفع نائب أمير منطقة مكة المكرمة شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- نظير الدعم الذي تحظى به كافة القطاعات، ما أثمر عنه حصد التميز في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة الإقليمية والعالمية، مؤكداً سموه أن ذلك برهان جليّ على أن الاهتمام بالإنسان أولوية وتحقيق التنمية المستدامة محل عناية. ونوه الأمير سعود بن مشعل إلى أن حصول جدة على الاعتماد كمدينة صحية جاء بفضل الله ثم بدعم القيادة الرشيدة - أيدها الله - والتي لم تدخر جهداً فوفرت كافة الإمكانات لكل ما من شأنه رفع مستوى الخدمات والارتقاء بجودة الحياة. ولفت سموه إلى المتابعة الدائمة والدعم المباشر التي حظي به هذا الملف من لدن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -يحفظه الله- كان لها الاثر الكبير في تحفيز جهود القطاعات وتظافرها لنيل الاعتماد، مثمناً لمسؤولي الجهات ماقاموا به من أعمال على مدار عام ونصف لبلوغ الهدف الذي سوف يسهم ـ بحول الله - في بناء مجتمع صحي وبيئي يتواكب مع رؤية المملكة 2030 ويحقق مستهدفاتها. ويُعتبر برنامج المدن الصحية أحد برامج منظمة الصحة العالمية، الهادفة لتحسين جودة الحياة، وجعل الصحة ضمن أولويات المشاريع التنموية، ولكن الوصول إلى ذلك لم يكن سهلاً، بل مرّ بمراحل زمنية متفرقة واكبها عمل متواصل ساهمت فيه القطاعات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني. وتعود البداية إلى شهر فبراير 2022 م الذي احتضنت فيه جدة مراسم توقيع إتفاقية تعاون ثلاثية كان أطرافها محافظ جدة صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي، وممثل منظمة الصحة العالمية بالمملكة الدكتور عبدالله الزيق، ووكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور هاني جوخدار، لينطلق بعد ذلك البرنامج وتحديداً في أكتوبر من العام ذاته، صاحب ذلك عقد اجتماع تنسيقي شاركت فيه الجهات الحكومية والخاصة و مؤسسات المجتمع المدني، ونتج عن ذلك اختيار 4 أحياء هي ( النهضة - الشاطئ - الحمراء – و الحي السكني بجامعة الملك عبد العزيز ) لتكون محطة تطبيق البرنامج كمرحلة أولية، ثُم توالت الاجتماعات واللقاءات وواكبها طرح حُزم من المبادرات والمشاريع الصحية المشتركة، من أجل تحقيق 80 معياراً موزعة على 9 محاور رئيسة شملت؛ تنظيم وتعبئة المجتمع للصحة والتنمية، التعاون والشراكة والدعوة بين القطاعات، أنشطة القروض الصغيرة، التعليم ومحو الأمية، التنمية الصحية، المياه والصرف الصحي، سلامة الأغذية وتلوث الهواء، مركز المعلومات المجتمعية، تنمية المهارات والتدريب المهني، بناء القدرات، والتأهب والاستجابة لحالات الطوارئ، عقب ذلك تقييم أولي أجراه خبراء البرنامج فكانت النتيجة 98.50 %، واستمرت وتيرة العمل لتأتي مرحلة التقييم النهائي في 6 فبراير 2024، ونفذها فريق خبراء المنظمة بإقليم شرق المتوسط، واستمرت 3 أيام تخللها ملتقيات ومعارض وزيارات ميدانية للتأكد من تحقيق المعايير وتطبيقها، فجاءت النتيجة مُعلنة حصول جدة على شهادة الاعتماد الدولية كأكبر مدينة بالشرق الاوسط، ويضاف لهذا الإنجاز أنها أول مدينة تعتمد الأرشفة الإلكترونية لمعايير وشواهد ومستندات ملف الاعتماد بنسبة 100% . يُشار إلى أن نظام المنظمة ينص على إعادة تقييم المدن الحاصلة على شهادة الاعتماد كل 3 أعوام، للتأكد من تطور وتحسن أداء البرنامج، الذي يهدف لان تكون بيئة المدينة أو القرية في المستوى الذي يخدم الصحة ويعززها، ما يستوجب التنسيق والعمل المشترك بين مختلف القطاعات ذات العلاقة بالصحة والبيئة، على أن يساند ذلك تضافر جهود أفراد المجتمع لخدمة مدينتهم وتنمية الحياة فيها وبذلك تنضم جدة إلى محافظات المنطقة الحاصلة على شهادات اعتماد مماثلة، ففي العام 2018 كانت من نصيب محافظة الجموم وفي العام 2020 حصلت عليها محافظة الطائف.